زراعة الشعر
ما هي زراعة الشعر؟
تُعد زراعة الشعر الطريقة الأكثر طبيعية وديمومة لتعويض الشعر المفقود لدى الأشخاص الذين يعانون من الصلع أو تساقط الشعر. تعتمد العملية على نقل بصيلات شعر صحية من منطقة في رأس المريض لم تتأثر بفقدان الشعر، إلى المنطقة التي تعاني من الفراغ أو الصلع.
بفضل تقنيات زراعة الشعر الحديثة، يمكن للمريض الحصول على شعر دائم يبدو طبيعيًا وكأنه لم يفقد شعره من قبل. هدف الإجراء هو تحقيق مظهر طبيعي ومريح باستخدام أحدث التقنيات الطبية.
تجدر الإشارة إلى أن أول عملية زراعة شعر أُجريت في اليابان عام 1930، بينما بدأ تطبيقها في العالم الغربي خلال خمسينيات القرن الماضي.
لمن تُجرى زراعة الشعر؟
يعاني نحو 50٪ من الرجال فوق سن الخمسين من مشكلة تساقط الشعر، مما يجعل زراعة الشعر من أكثر العمليات التجميلية شيوعًا بينهم. ولا تقتصر هذه المشكلة على الرجال فقط؛ فالكثير من النساء يعانين أيضًا من فقدان الشعر أو ضعف كثافته، مما يجعلهن مرشحات مناسبـات لعملية الزراعة.
لماذا يحدث تساقط الشعر؟
يُعتبر العامل الوراثي السبب الرئيسي لتساقط الشعر، إلا أن هناك أسبابًا أخرى مثل التقدم في العمر، الإصابات، أو بعض الأمراض الجلدية والطبية.
وبغض النظر عن السبب، يمكن إجراء زراعة الشعر بنجاح لأي شخص يمتلك كمية كافية من بصيلات الشعر السليمة. كما يمكن تطبيق تقنيات الزراعة ليس فقط لفروة الرأس، بل أيضًا لمناطق أخرى من الجسم مثل الحاجبين، الشارب واللحية عند الحاجة.
كيف تتم عملية زراعة الشعر؟
عادةً ما يتم أخذ بصيلات الشعر من المنطقة الخلفية للرأس وزراعتها في المنطقة التي فقدت الشعر؛ وتُعرف البصيلات المزروعة باسم الطعوم (Grafts). إذا لم تكن كثافة الشعر في المنطقة الخلفية كافية، قد تُؤخذ البصيلات من مناطق أخرى مثل الذراع أو الصدر.
تستغرق العملية عدة ساعات حسب مساحة المنطقة المراد زراعتها، وقد تُجرى على عدة جلسات إذا كانت المساحة كبيرة. تُنفذ تحت التخدير الموضعي، ويغادر المريض المستشفى بعد ساعة أو ساعتين. نادرًا ما يشعر المريض بألم بعد العملية ويمكن السيطرة عليه بمسكنات بسيطة. عادةً يُنصح بالراحة لمدة ثلاثة أيام في المنزل قبل العودة إلى الأنشطة اليومية.
ما هي الأساليب المستخدمة؟
أبرز الأساليب:
- FUE - استخراج الوحدات البصيلية: تُؤخذ البصيلات واحدة تلو الأخرى، ولا تترك ندوبًا واضحة في مؤخرة الرأس.
- FUT - استئصال شريط جلدي: تُؤخذ شريحة صغيرة من فروة الرأس تحتوي على بصيلات، ثم تُقسم إلى طعوم.
يعتمد اختيار الأسلوب على تحليل فروة الرأس ونوعية الشعر، إضافةً إلى تفضيلات المريض. يفضّل أغلب المرضى تقنية FUE لغياب الندوب، لكن بعض الحالات تتطلب استخدام تقنيات مركبة.
كما تُستخدم الزراعة أيضًا لزيادة كثافة الشعر في المناطق الخفيفة، وليس فقط لعلاج الصلع التام.
ما هو أهم عنصر لنجاح العملية؟
زراعة الشعر إجراء جراحي دقيق، ويجب أن تُجرى في بيئة طبية مجهزة وتحت إشراف جراح تجميل مختص. يعتمد نجاح العملية على سرعة تأقلم البصيلات المزروعة ونموها في المنطقة الجديدة، بالإضافة إلى توزيعها بمسافات وكثافة مناسبة للحصول على مظهر طبيعي.
هل يسقط الشعر المزروع بعد العملية؟
نعم، من الطبيعي أن يتساقط الشعر المزروع بعد أسابيع قليلة من العملية؛ إذ تُعرف هذه المرحلة بالسقوط المؤقت. عادةً يعاود الشعر النمو خلال 3-4 أشهر، وتثبت الجذور لاحقًا لتنتج شعرًا دائمًا.
مع مرور الوقت قد يتعرض الشعر المحيط للضعف أيضاً، وقد يحتاج البعض إلى جلسات إضافية لتحسين الكثافة.
ما المخاطر المحتملة عند إجراء زراعة شعر غير آمنة؟
مثل أي إجراء طبي، قد تنطوي زراعة الشعر على مخاطر إذا لم تُجرَ في ظروف ملائمة. لكن عند تنفيذها بواسطة فريق طبي ذو خبرة وفي بيئة مستشفوية، تكون المضاعفات نادرة.
من المخاطر المحتملة: العدوى، الندبات الواضحة في حالات نادرة، آلام مؤقتة، تورم وتنميل في المناطق المانحة أو المزروعة، والتي تزول غالبًا خلال شهرين إلى ثلاثة أشهر.